الهروب الكبير من الكاتراز: قصة سجن مستحيل الهروب
الهروب الكبير من الكاتراز: قصة سجن مستحيل الهروب
جزيرة الكاتراز، أو كما تعرف بـ"الصخرة"، هي واحدة من أشهر السجون في العالم. تقع هذه الجزيرة في خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكانت تستخدم كسجن فيدرالي من 1934 حتى 1963. كان هذا السجن معروفًا بأنه مستحيل الهروب منه، إلا أن هناك قصة مذهلة لهروب يعتبر من أعظم الهروب في تاريخ السجون.
في عام 1962، قام ثلاثة سجناء هم فرانك موريس والأخوين جون وكلارنس أنجلين بتخطيط وتنفيذ هروب جريء من السجن. فرانك موريس كان عازف بيانو موهوبًا وذكيًا بشكل استثنائي، حيث يتمتع بمعدل ذكاء عالي جعله العقل المدبر لهذه العملية.
بدأ التخطيط للهروب قبل عدة أشهر. استخدم السجناء أدوات بدائية صنعوها بأنفسهم، مثل ملاعق مطبخ ومثقاب كهربائي بدائي صنعوه من مكنسة كهربائية قديمة. كانوا يعملون ليلاً، مستخدمين الضوضاء الناتجة عن عزف الموسيقى لتغطية أصوات الحفر. قاموا بحفر فتحات صغيرة في جدران زنازينهم، مما أتاح لهم الوصول إلى ممرات الصيانة خلف الزنازين.
في ليلة الهروب، قام السجناء بترتيب دمى مصنوعة من الورق المعجون والشعر الحقيقي في أسرّتهم لخداع الحراس أثناء تفتيش الزنازين الليلي. ثم زحفوا عبر الفتحات التي حفروها إلى الممرات، وتسلقوا مواسير المياه إلى سطح السجن. هناك، استخدموا قاربًا بدائيًا صنعوه من أكثر من 50 سترة نجاة مسروقة ومختلقة من مواد مختلفة.
بعد أن نزلوا إلى المياه، لم يُرَ الهاربون مجددًا. رغم عمليات البحث المكثفة، لم يُعثر على أثر لهم. تم العثور على بعض متعلقاتهم الشخصية وأجزاء من القارب البدائي على شواطئ قريبة، لكن لم يتم التأكد من مصيرهم.
كانت هناك العديد من النظريات حول ما إذا كانوا قد نجحوا في الهروب أم لا. البعض يعتقد أنهم غرقوا في المياه الباردة والقوية للبحر، في حين يعتقد آخرون أنهم نجحوا في الهروب وتوجهوا إلى المكسيك أو اندمجوا في المجتمع دون أن يُكتشف أمرهم.
حتى يومنا هذا، تظل قصة الهروب من الكاتراز لغزًا محيرًا ومثيرًا. على الرغم من كل التقنيات المتطورة والمعلومات المتاحة، لم يتمكن أحد من تأكيد ما حدث لأولئك السجناء بعد هروبهم الجريء. تعتبر هذه القصة دليلًا على الإبداع البشري والإرادة الحديدية في مواجهة أصعب الظروف، مما يجعلها واحدة من أكثر القصص المشوقة في تاريخ الهروب من السجون.