صرخة في الظلام: مواجهة ليلى مع الجنّية الشريرة
صرخة في الظلام: مواجهة ليلى مع الجنّية الشريرة
في قرية نائية على أطراف غابة كثيفة، عاش رجل عجوز يدعى "الحاج إسماعيل" مع حفيدته "ليلى". كان الحاج إسماعيل معروفًا بحكاياته المرعبة عن الجن والأشباح، التي كان يرويها لأهالي القرية في ليالي الشتاء الباردة.
كانت ليلى، فتاة شجاعة وفضولية، لا تخاف من حكايات جدها، بل كانت تستمتع بسماعهن. ليلة من الليالي، بينما كان الحاج إسماعيل نائمًا، قررت ليلى استكشاف الغابة المظلمة التي كانت تخيف أهل القرية.
دخلت ليلى الغابة، حاملةً مصباحًا صغيرًا ينير طريقها. كلما توغلت في عمق الغابة، ازداد الظلام كثافةً، وازدادت أصوات الحيوانات غرابةً. وفجأة، سمعت ليلى صوتًا غريبًا، كأنّه صراخ امرأة.
شعرت ليلى بالخوف، لكن فضولها دفعها للمضي قدمًا. اتّجهت نحو مصدر الصوت، حتى وصلت إلى كوخ قديم مهجور. اقتربت ليلى من الكوخ بحذر، ونظرت من خلال نافذة مكسورة.
في الداخل، رأت ليلى امرأة شابة تجلس على الأرض، و شعرها مشعث، ووجهها شاحب. كانت المرأة تبكي بحرقة، وتردد كلمات غير مفهومة. خافت ليلى من المرأة، فاستدارت وركضت بأسرع ما لديها من قوة عائدةً إلى القرية.
عندما وصلت ليلى إلى المنزل، حكت لجدها ما حدث. لم يصدقها الحاج إسماعيل في البداية، لكن عندما رأى الخوف في عينيها، علم أنّه يجب عليه تصديقها.
في اليوم التالي، ذهب الحاج إسماعيل مع حفيدته إلى الغابة، للبحث عن الكوخ القديم. بعد ساعة من البحث، وجدا الكوخ، ودخلا داخله بحذر.
لم تكن المرأة الشابة موجودة في الكوخ، لكن وجد الحاج إسماعيل قلادة غريبة على الأرض. كانت القلادة مصنوعة من عظم، وعليها نقش غامض.
أدرك الحاج إسماعيل أنّ هذه القلادة هي مصدر الشرّ في الغابة. أخذ القلادة معه، وغادر الكوخ مع حفيدته.
في طريق عودتهما إلى القرية، قابلا شيخًا عجوزًا يعيش في كوخ على حافة الغابة. سأله الحاج إسماعيل عن القلادة، فأخبره الشيخ أنّها ملكة لجنّية شريرة كانت تعيش في الغابة منذ قديم الزمان.
أخبر الشيخ الحاج إسماعيل أنّ الجنّية الشريرة ماتت منذ زمن طويل، لكن روحها مازالت محبوسة في القلادة. نصح الشيخ الحاج إسماعيل بالتخلص من القلادة، وإلا ستعود الجنّية الشريرة وتسبب في المزيد من الشرّ.
رمى الحاج إسماعيل القلادة في بحيرة عميقة في وسط الغابة. ومنذ ذلك اليوم، لم يسمع أحد في القرية عن المرأة الشابة أو عن الجنّية الشريرة.
لكن ليلى لم تنسَ أبدًا ما حدث لها في تلك الليلة. عاشت ليلى بقية حياتها خائفةً من الظلام، ومؤمنةً بوجود قوى شريرة في العالم.