قصة بيت آل أمـنـيـة

قصة بيت آل أمـنـيـة

كانت عائلة "أمنية" تعيش في بلدة صغيرة على أطراف مدينة بعيدة. البيت الذي كانوا يعيشون فيه كان كبيرًا وقديمًا، يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر. كان البيت يبدو جميلًا من الخارج، لكنه كان يخفي سرًا مظلمًا في داخله.

في إحدى الليالي الشتوية الباردة، بدأت "أمنية" تشعر بأشياء غريبة تحدث في المنزل. أصوات خطوات غير مألوفة في الطابق العلوي، وأبواب تفتح وتغلق من تلقاء نفسها، وظلال تمر سريعًا عبر الغرف. كانت تظن في البداية أن هذه الأحداث قد تكون مجرد تخيلات نتيجة إرهاق العمل، لكن مع مرور الوقت بدأت الأمور تزداد سوءًا.

في إحدى الليالي، استيقظت "أمنية" على صوت طفل يبكي في الغرفة المجاورة. نهضت بسرعة لتفحص الأمر، لكن عندما دخلت الغرفة لم تجد أحدًا. كانت الغرفة باردة جدًا بشكل غير طبيعي، ورائحة غريبة تملأ المكان. بدأت تشعر بالخوف الحقيقي.

قررت "أمنية" البحث عن تاريخ البيت لتكتشف إن كان هناك شيء غير طبيعي. بعد بحث طويل، اكتشفت أن البيت كان مملوكًا لعائلة تُدعى "آل ريان" في القرن التاسع عشر. كانت العائلة تعاني من مأساة كبيرة عندما فقدت طفلتها الصغيرة في ظروف غامضة. ومنذ ذلك الحين، كانت تُشاع قصص عن ظهور روح الطفلة في البيت ومحاولتها التواصل مع سكانه الجدد.

ذات ليلة، قررت "أمنية" مواجهة ما يحدث. جلبت كاميرا وحاولت تسجيل ما يمكن أن يحدث خلال الليل. بعد ساعات من الانتظار، بدأت الكاميرا تسجل حركة غريبة في الغرفة المجاورة. بدأت الظلال تتحرك، وظهر شكل طفلة صغيرة تبكي وتبحث عن شيء ما.

لم تستطع "أمنية" تصديق ما تراه. شعرت بالخوف والارتباك، لكنها قررت أن تتحدث إلى الروح. قالت بصوت هادئ: "أنا هنا لمساعدتك. ماذا تريدين؟"

توقفت الطفلة عن البكاء ونظرت إليها بعينيها الكبيرتين الحزينتين. أشارت بيدها إلى زاوية الغرفة، حيث كانت هناك دمية قديمة مغبرة. فهمت "أمنية" أن الطفلة تريد دميتها.

أخذت "أمنية" الدمية ونظفتها، ثم وضعتها بجانب الطفلة. بدأت الطفلة تبتسم واختفت ببطء. شعرت "أمنية" براحة غريبة وكأن عبئًا قد أُزيل من البيت.

منذ ذلك الحين، لم تعد تحدث الأمور الغريبة في البيت. أدركت "أمنية" أن الروح قد وجدت السلام أخيرًا. لكن القصة لم تنتهِ هنا. فقد قررت "أمنية" أن تكتب كتابًا عن تجربتها وتوثق الأحداث التي عاشت فيها. أصبحت قصتها مشهورة، وتحولت إلى فيلم رعب شهير.

وعلى الرغم من أن البيت قد عاد إلى حالته الطبيعية، إلا أن "أمنية" لن تنسى أبدًا الليالي المخيفة التي عاشتها، وستظل تتذكر دائمًا الروح الحزينة التي وجدت السلام أخيرًا بفضل مساعدتها.