ما هي علامات رضا الله تعالى عن عبده؟

كان هناك جدل بيني وبين صديقي حول مدى صحة فكرة أن سعة العيش والرزق الوفير تعتبر من علامات رضا الله عن عبده. رأيته يعتقد أن الرزق الكافي والعيش الميسر ليسا بالضرورة دليلاً قاطعاً على رضا الله. أود معرفة هل هناك علامات محددة أخرى يمكن أن تدل على رضا الله -سبحانه وتعالى- على عبده؟

الاعتقاد بأن سعة العيش والرزق الوفير دليل على رضا الله عز وجل عن عبده ليس دقيقاً من منظور ديني. الإسلام يعلّم أن الرزق والعيش الميسر هما من نعم الله عز وجل على عبده، لكنهما ليسا بالضرورة دليلاً على رضاه. هناك العديد من الأدلة التي يمكن أن تشير إلى رضا الله عز وجل عن عبده، وفيما يلي بعض منها:

الاستقامة في الدين:

• الشخص الذي يلتزم بالصلاة، الصيام، والزكاة، ويتبع أوامر الله تعالى ونواهيه بصدق، يمكن أن يكون ذلك دليلاً على رضا الله.
• قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" (فصلت: 30).

الشعور بالسكينة والطمأنينة:

• الشعور بالراحة والسكينة في القلب يمكن أن يكون من علامات رضا الله تعالى. قال الله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).

البركة في الأعمال:

• البركة في العمل والوقت والرزق رغم قلته يمكن أن تكون من علامات رضا الله تعالى، حيث أن البركة تتجاوز الكمية المادية.

الإقبال على الأعمال الصالحة:

• إذا وجد العبد نفسه يتوجه نحو الخير والابتعاد عن الشر، يمكن أن يكون هذا من علامات رضا الله.

الابتلاءات وصبر العبد عليها:

• الابتلاءات في الحياة وصبر العبد عليها يمكن أن تكون من علامات رضا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ" (رواه الترمذي).

الخلاصة

سعة العيش والرزق الوفير ليسا بالضرورة دليلاً قاطعاً على رضا الله، حيث يمكن أن يكون الرزق ابتلاءً واختباراً. العلامات الأخرى مثل الاستقامة، الطمأنينة، البركة، الإقبال على الأعمال الصالحة، والصبر على الابتلاءات تعتبر مؤشرات أقوى على رضا الله تعالى عن عبده.

نصيحة إضافية

من المهم دائماً السعي لزيادة الإيمان والعمل الصالح والدعاء لله تعالى بطلب الرضا والهداية.