صرخة الجن: لعنة التعويذة القديمة
محتويات
صرخة الجن: لعنة التعويذة القديمة
كان هناك شاب يُدعى أحمد يعيش في قرية صغيرة بعيدة عن صخب المدينة. كان أحمد شابًا فضوليًا يحب قراءة الكتب والبحث عن كل ما هو غريب وغامض. في إحدى الليالي، قرر أحمد أن يقرأ عن الجن والأساطير المحيطة بهم، رغم تحذيرات والدته المتكررة بعدم العبث بهذه الأمور.
بينما كان يقرأ كتابًا قديمًا عن الجن، وجد أحمد ورقة قديمة مخبأة بين الصفحات. كانت الورقة تحتوي على تعويذة غريبة بلغة لم يفهمها، لكن فضوله دفعه لمحاولة قراءتها بصوت عالٍ. بمجرد أن انتهى من قراءة التعويذة، شعر أحمد ببرودة شديدة تجتاح غرفته، وأضاءت الشموع فجأة دون سبب.
في الليلة التالية، بدأ أحمد يسمع أصواتًا غريبة تأتي من زوايا المنزل. كانت همسات غير مفهومة تتكرر باسمه وتدعوه للخروج. تجاهل أحمد الأصوات في البداية، لكنه بدأ يشعر بالخوف عندما بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها.
قرر أحمد أن يخبر صديقه خالد بما يحدث، وبدوره نصحه خالد بالذهاب إلى شيخ القرية لطلب المساعدة. عندما وصلوا إلى الشيخ، سرد أحمد كل ما حدث بالتفصيل. استمع الشيخ بصمت ثم قال بصوت جاد: “لقد أطلقت العنان لقوى لا تفهمها يا أحمد. تلك التعويذة كانت استدعاء للجن، وعليك الآن أن تدفع الثمن.”
أعطى الشيخ أحمد مجموعة من التعويذات والأدعية لحمايته، لكنه حذره بأن الجن لن يتركوه بسهولة. في تلك الليلة، عاد أحمد إلى منزله وأحاط نفسه بالتعويذات. لكن الجن كانوا غاضبين، وبدأوا بالظهور له في أشكال مخيفة.
كان أحمد يرى ظلالًا سوداء تتحرك في أرجاء الغرفة، وعيون حمراء تتوهج في الظلام. أصبح يشعر بلمسات باردة على جلده وكأنها تجره نحو المجهول. كل ليلة كانت تزداد الأمور سوءًا، وأصبح أحمد يفقد قدرته على النوم أو التركيز.
في إحدى الليالي، قرر أحمد مواجهة الجن بنفسه. أخذ المصحف وبدأ بتلاوة آيات من القرآن بصوت عالٍ، محاولاً طرد الأرواح الشريرة. فجأة، شعر بيدٍ باردة تمسك به بقوة، وأصوات جنونية تملأ الغرفة. استمر أحمد بالتلاوة رغم الخوف الذي يجتاحه.
بعد ساعات من النضال، بدأت الأصوات تتلاشى، وشعر أحمد بأن الظلال تبتعد عنه. ببطء، عاد الهدوء إلى الغرفة، وسقط أحمد على الأرض منهكًا.
في الصباح التالي، قرر أحمد مغادرة القرية والانتقال للعيش في المدينة، بعيدًا عن المنزل الذي كان مسكنًا للجن. رغم أن الأحداث توقفت، إلا أن أحمد لم ينسَ أبدًا الليالي المرعبة التي عاشها، وأدرك أخيرًا أن الفضول قد يكلف أحيانًا أكثر مما نتخيل.